السبت، 22 أكتوبر 2011

لنفهم المرحلة ولا نزايد


نسعى بكل جدية لأن يحترمنا العالم في دولة مدنية وحضارية جديدة تفتح تاريخها بعيدا عن العنف والمداهمات والمظاهر المسلحة , ونقبل على التحدي بالبناء في ظل حرية غير مقيدة بشرط ولا تبعية لانتماء ما أو تحت رعاية شخصية ما إلا هدف واحدة وهو ليبيا لحمة وطنية واحدة  لا تهميش ولا إقصاء , بل وبالنهوض بالمجتمع المدني والعمل على ازدهار الأمن واستقراره ليعيش المواطن واقعا معيشيا مغايرا عن ما كان يعيشه في عصر الطاغية , و ما يطمح إليه خاصة وأن ليبيا تكبدت العديد من الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين أيضا , فارتفاع تكلفة التحرير يجعل سعينا الى حياة أفضل ليس مطلبا بل حقيقة ويجب أن يعي الآخرون على أن الليبيين الذين دفعوا الثمن باهظا لن يستهينوا لمن يعبث  بأمنهم واستقرارهم , حتى من قبل الممارسات الخاطئة من الثوار ولن يخيفهم تهم الطابور الخامس فمن ضحى من اجل ليبيا لن يسكت عن من يعبث بأمن العاصمة ولا من يستغل نشر المظاهر المسلحة في سبيل تحقيق نزواته , فما حدث في أبو سليم تم التعامل معه بسرعة وبكثافة وحلت القضية وأن كانت المداهمات تجرى لسحب السلاح المخفي والذي كان يجب أن يكون في المدة السابقة بدلا عن التركيز على توجيه المصالحة بقوة فالتطهير يأتي أولا ثم المصالحة مع من لم يلوث بالدماء ولا بسرقة المال العام وبدلا عن نشر المظاهر المسلحة بغزو حركة التجوال في العاصمة بسيارات المدافع الرشاشة واستغلال حادثة أبو سليم , فنحن لكي نرتقي لابد من العمل على رجوع الشرطة الى أماكنها ونشر الحياة المدنية وعدم الاستيلاء على مستودعات الشرطة من السيارات لإعاقة رجوع الشرطة لأنه يمثل ضربا لبناء ليبيا الحديثة , كما يتوجب أن يستمر التحرير لكافة مناطق ليبيا لا أن تكون العاصمة مقرا للكتائب دون استمرار تحرير التراب الليبي , فها هو أمن العاصمة يضرب من المولدات الكهربائية للنهر في بني وليد وأضحت العاصمة بدون ماء , وهو ما يعرف بالأمن المائي لحياة قاطنين العاصمة فأمن العاصمة ليس فيها فقط بل ويأتي من خارجها ولن تهدأ العاصمة إلا بتحرير كل التراب الليبي ولن ترجع علاقتنا مع العالم إلا بنشر الشرطة وانشأ جيش وطني وبذلك يتحقق السلم وينشر الأمن والاستقرار وتبدأ مرحلة ضرب المعاول أي مرحلة البناء الجديدة والتي تتطلب منا جهادا كبيرا في تحقيق التنمية في ظل العدالة والمساواة وتحت رعاية الحرية وحقوق الإنسان لتبدأ مرحلة تاريخية جديدة تجسدت من بطولة أبناء ليبيا الإبرار سواء الذين كانوا يحاربون بالسلاح أو بالقلم أو بالتبرع بالدم أو بالمال  وحتى بالمعونات والرعاية الإنسانية و بالدروس والدعاء أيضا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق