السبت، 22 أكتوبر 2011

هل تسقط بني وليد في قبضة الثوار قريبا


كثيرون جدا يتساءلون عن سبب تأخر إنهاء تحرير مدينتي سرت التي تقع على بعد 450 كم شرق العاصمة طرابلس والتي يقطنها 70 ألف نسمة  ومدينة بني وليد التي تقع على بعد 135 كم جنوب شرق العاصمة ويقطنها 80 ألف نسمة , فمدينة سرت هي الآن في  صدد التحرير بعد تقدم قوات الثوار نحو مركز المدينة ومحاصرة فلول القذافي التي كانت تتمركز في المواقع الحصينة وعلى أسطح المباني العالية فيها من قبل القناصة والذين كانوا يحاولون عرقلة تقدم الثوار , خاصة وأن القناصة يتمتعون بأسلحة متقدمة ومتطورة ولديهم خبرة طويلة في المجال العسكري ويقودهم المعتصم القذافي , أما جبهة بني وليد فقد تقدم الثوار من جبهة دينار والتي تقع أسفل السفح الذي بنيت في أعلاه مركز المدينة بحيث أصبحت حركات الثوار مكشوفة أمام كتائب العقيد القذافي الفار , مع القنص لمن يحاول التقدم منهم , خاصة وأن قناصة الكتائب رصدت منطقة يتواجد بها الثوار وبالذات بجوار بوابة دينار التي تبعد عن مركز المدينة ما يقارب من 4 الى 5 كيلو متر وهي قوات مندحرة من معقل العقيد الفار من باب العزيزية والذين يعتبرون من نخبة الجيش الليبي ومن حراسات القذافي والمقربين منه وأيضا من منطقة أبو سليم والمناطق القريبة من بني وليد ويقودهم سيف القذافي , وهم أغلبهم من القناصة المهرة ويمتلكون بنادق قنص تصل الى 5 كم حسب ما قاله لنا أحد القادة الميدانيين في الجبهة , ومجهزين بأحدث الأجهزة المتطورة والحديثة والمناظير بأنواعها المتقدمة , كما أنهم يحتجزون المدنيين كدروع بشرية لتعرقل تقدم الثوار , ومما زاد في عرقلة التقدم  عدم دراية الثوار باستخدام سلاح الدبابات والقذائف المتعددة إلا ما نذر فأغلبهم يمتشقون بنادق كلاشنكوف وان كان عدد قليل منهم يمتلكون بنادق أف . أن وتبدو أن مشكلة السلاح الثقيل والمتطور من أساسيات تجهيز الثوار وأيضا عدم التنسيق بين القيادات في قيادة واحدة واندفاع البعض منهم جراء الحماسة وحب الجهاد ووجود بعض الجواسيس المواليين للقذافي بين صفوف الثوار والذي يحاول أضعاف عزيمة الثوار , وأيضا نقص الذخائر والأسلحة وقد رأينا بأم أعيننا كيف أن سيارة للثوار تحمل رشاش من عيار 14 مل قد تم ضربها من قبل كتائب القذافي بصاروخ حراري أحرقها وأحرق البنادق التي فيها مما جعل الثوار الذين سلموا من الموت بالبحث عن بنادق من آخرين أو الرجوع الى مناطقهم التي أتوا منها بحثا عن بنادق أخرى للرجوع الى ميدان الاشتباك  فندرة الذخائر ودخول المشاة بدون تغطية  بالسلاح الثقيل جعل حصيلة الثوار تتضاعف في ظل نقص خبرتهم فهم مهندسين ودكاترة ومعلمين وعمال وفتيين ومن باقي فئات المجتمع , والتفاف قوات كتائب القذافي الذين يعرفون جغرافية المكان وتضاريسه خاصة وأن تضاريس بني وليد من بوابة دينار في صالح كتائب القذافي فقد صعبت على الأتراك ومن بعدهم على الطليان عندما أرادوا دخولها عند غزو ليبيا , كما أن الصواريخ الحرارية جعلتهم يحرقون عجلات السيارات في محاولة خداع هذه الصواريخ لهدفها , ومن حيث الأحوال الجوية فوادي دينار يمتاز برياح تحمل الغبار أحيانا مع حرارة شديدة وفي شهر أكتوبر تغيرت الأحوال الجوية الى برودة مع عواصف ممطرة أو تحمل الغبار , مما جعل قادة الثوار يغيرون من خطتهم بعد أن دفعوا بنزوح المدنيين باستغلالهم لمحور جنوب غربي بالدخول من مدينة تينيناي التي تبعد عن مركز مدينة بني وليد 80 كم ويجعل قوات الثوار في مستوى جغرافي متساوي مع قوات كتائب القذافي .                      وتوجه قوات القذافي بنادق قناصتها للثوار في الرأس والرقبة والصدر فقد أطلقت صاروخ حراري على سيارة القائد العسكري لجبهة بني وليد ضو الصالحين الجدك في الشهر الماضي مما أدي الى استشهاده وأبني أخيه وزميله حرقا وتفجر السيارة العديد من المرات نتيجة لاحتوائها على ذخيرة .                                                ومن المشاهد التي رأينها أن احد الرعاة قبض عليه بعد أن وجد في جيبه رصاص لبندقية دفنها عندما تقدم الثوار منه ولاحظوا ارتباكه فقاموا بتفتيشه , وفي بوابة دينار تم ايقاف سيارة تحمل 3 أكياس علف حيواني وعندما تم تفتيش السيارة وجدوا بها هاتف نقال الثريا قال الثوار بأنه لاحظوا مروره العديد من المرات من الجبهة وأنه كان يعطي لقوات القذافي الفار إحداثيات لأماكن تواجدهم , كما تم القبض على أحد العملاء أثناء تواجده مع الثوار بعد تتبعه , وخلال خروجنا منا موقع الاشتباكات لاحظنا ونحت خلف الثوار ان هناك من أطلق رصاصة تنوير لتبين أماكن تواجد وتمركز الثوار وعندها قال لنا أحد الثوار أننا نحاول ترصده وسوف يتم القبض عليه , وتحدث لنا أخر بأنهم قد أمسكوا مجموعة تستخدم الأودية والطرق الوعرة لتزويد قوات القذافي المحاصرة بالوقود والتموين مما يساهم في زيادة أمد المعركة .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق