الثلاثاء، 12 مايو 2015

مركز المهاجرين الغير الغير شرعيين في مصراته وحكايات المهاجرين

في منطقة الكراريم في شرق مركز مدينة مصراته يوم السبت 9 مايو يوجد مركز مصراته لايواء المهاجرين الغير شرعيين والذي قد يكون في السابق عبارة عن مدرسة حيث توجد به حجرات متسعة ولكنها مزدحمة بشكل كبير بالمهاجرين من مختلف الجنسيات ( نيجيريا , مصر . السنغال , التوغو , غانا , سيراليون , تشاد , باكستان , بنغلاديش ) بعضهم تم القاء القبض عليه داخل المدن نتيجة لعدم وجود اوراق ثبوتيه له وليس لديه اقامة او تأشيرة دخول ) , وفي داخل المركز وجدنا طباخين يقومون بطبخ الوجبات في طنجرة كبيرة لاعاشة النزلاء   
 تحدث الى رئيس المركز الضابط محمد البقار فقال لي اذا لم يتم دعم الهجرة الغير شرعية  فلن يتم القضاء علي هذه الظاهرة والنظر اليها بعين الاهتمام فجهاز مكافحة الهجرة الغير شرعية  لديه قوة برية ولا توجد لديه الامكانيات ولا الاليات ولا ايضا اجهزة تواصل , وأضاف بأن العمل ناقص بل ومنعدم حتى تأمين صحي ولا رعاية صحية للعاملين في جهاز المكافحة ولا وجود لمختبر صحي في مركز الايواء والظروف اعتقد انها صعبة للعمل .
وأضاف رئيس مكتب الترحيل بالمركز أحمد بعيو بأنه تم ترحيل 250 مهاجر غير شرعي الى طرابلس وهم من جنسات الصومال وارتيريا منهن 45 امراة لتخفيف الاعداد على المركز والذي به 1250 نزيل ,كما تم ترحيل 320 اخرين الى مدينة سبها من جنسيات افريقية من الذين تم انقاذهم في الاسبوع الماضي وكانوا على مثن 5 زوارق وبها 490 مهاجر وسيتم ترحيلهم من سبها الى بلدانهم لقربها من الجنوب الليبي , وأضاف بعيو بأنه لا يوجد دعم للجهاز وقد تم التعاقد مع تشاركية لتزويد النزلاء بالطعام وأن العلاج يتم عبر مساهمة من قبل الهيئة الطبية الدولية , وأشار الى نقص في الكوادر المؤهلة وأنهم يحتاجون الى رعاية صحية من الامراض لتعاملهم مع افارقة يعاني بعضهم من امراض معدية .
وأضاف بعيو بأن المقر يحتاج الى صيانة فهو يسع من 600 الى 700 نزيل ويتواجد به أحيانا ما يقارب من 1700 مهاجر غير شرعي , والآن يوجد به 1200 مهاجر غير شرعي .
وكان الصوماليين والاتريين قبل نقلهم بالحافلات الى مركز للايواء بالقويعة بالقرب من مدينة القربولي فالتقيت ب( مصطفى عبد العزيز ) يبلغ من العمر 22 سنة صومالي الجنسية كان يشتغل في السعودية عامل يومي في البناء وتم ترحيله قال قطعت الطريق من السودان الى الكفرة ومن ثم الى اجدابيا في الصحراء لمدة 14 يوما في ظل نقص في الغذاء والماء ومكثنا بمدينة اجدابيا يومين في مخزن كبير بعيدا عن الناس وهناك من مكث في مزرعة , وبعدها تم نقلنا الى مدينة زلة وبينما نحو في الصحراء متجهين الى مدينة طرابلس تم القبض علينا من قبل السلطات الامنية .
وبالحديث عن المبلغ الذي دفعه قال دفعنا 600 دولار في السودان فقد قام بحملنا سودانيين الجنسية , وعند الوصول الى مدينة طرابلس كنا سنبحث عن شخص صومالي يعطينا تعليمات عن كيفية التهريب وكنا سنتصل به للقيام بذلك ولكن تم القبض علينا ,  وبرر مصطفي عملية هجرته بأن بلده الصومال يعاني من الحرب وبه قتال وتفجيرات , وقال نحن نريد ان نذهب الى أوروبا بعد أن نقوم بتدبير امورنا وسنسافر الى اوروبا ونعيد المحاولات .
أما الانسة والطالبة مريم محمد 19 سنة من الجنسية الصومالية فقالت بأنها دخلت من السودان الى اجدابيا ومن ثم الى طربلس للعمل في طرابلس ولا تريد الهجرة خارجها وقد دفعت 1000 دولار ولكنها قد تم القبض عليه مع مجموعة من المهاجرين من الرجال والنساء ومعهم عدد بسيط من الاطفال .
وتحدث العامل باليومية أمين محمد يبلغ من العمر 43 سنة من الجنسية الارتيرية فقد تم دفع 1200 دولار الى عميل للوصول الى طرابلس ومن دفع 500 دينار للخروج عبر البحر الى اوروبا وهذه حسب قوله اول مرة يغامر فيها , واشار بأنه تم القبض عليهم جراء عملية انقاذ الزوارق 5 في الاسبوع الماضي .
ودخلت الى داخل احد الحجرات فالرائحة نتنه نتيجة ازدحام الحجرات وقد لا يستحم البعض منهم نتيجة العرق والحرارة في الطقس والرطوبة فقال لي عثمان من الجنسية التشادية وعمره 27 سنة نحن 2 فقط من تشاد المركز استغرقت رحلتنا من تشاد 20 يوما دفعت فيها 400 دولار فقد مكتنا في الصحراء 5 ايام للوصول الى مدينة سبها بالجنوب الليبي ومكثنا في الشارع يومان ومن ثم اخدنا السيارة الى مصراته ودفعت 150 دينار وتم القبض علينا من قبل البوابات الامنية .
اما العامل المصري الجنسية أحمد حسين  الذي يعتبر من اكبر النزلاء سنا فهو يبلغ 53 سنة ويشتغل عامل بناء فقال لي لقد دفعت 7500 جنيه مصري لعميل مصري حتى الوصول الى طرابلس وهو مبلغ بين العميل المصري والليبي واغلب العملاء الذين يشتغلون في الهجرة الغير الشرعية هم من قبيلة اولاد علي بمصر ,  و كان العميل قد قال لي بأنك ستذهب بالاوراق الرسمية ولن يوقفك احد في البوابات او يلقي القبض عليك , ولكن أكتشفنا غير ذلك فقد كانت تنقلاتنا عبر السيارات الصحراوية من امساعد ومكثنا 8 أيام حتى تم القبض علينا في منطقة الجفرة في الصحراء وتم نقلنا الى هذا المركز ونحن حقيقة وضعنا تاعب هنا فلا احد يعلم بنا فلنا أكثر من شهرين و4 أيام حتى أهلنا لا يعلمون عنا أي شي وقد أتصل رئيس المركز محمد البقار بالسفارة المصرية بتونس  ولكنهم لم يتحركوا او يستجيبوا للتواصل معنا .
وأضاف حسين بأنهم اتوا الى ليبيا وهم 54 مصريا يتواجدون الان بمركز ايواء الهجرة للعمل في ليبيا وقال نحن ليس لدينا لغة حتى نهرب وليبيا لدينا اهم من ايطاليا ولكننا من الصعيد فلا تتجاوب معنا لا السفارة ولا حكومتنا لاننا اهل الصعيد انتخبنا الرئيس السابق محمد مرسي ونؤيده .
وأشار بأنهم ينتظرون الرحيل الى مصر اسوة بالذين قامت الحكومة المصرية بترحيلهم .
وحكى ياسين من الجنسية الارتيرية البالغ من العمر 25 سنة وكان يشتغل في مصنع للحلويات قصته بأن رحلته طويلة جدا بدأت بالتعرف على شخص في ارتيريا وقام بالخروج معه من ارتيريا الى السودان مشيا على الاقدام وقد استغرق ذلك 10 أيام وقد دفع له 500 دينار وقال ياسين كنا نمر على المناطق وناكل فهو مكلف بالغداء .
وفي السودان مكث ياسين 3 سنوات و8 أشهر يشتغل بمصنع للحلويات بعدها قرر الخروج من السودان الى ليبيا وتعرف على مهرب للبشر ودفع له 1500 دولار ودخلنا ليبيا قال ياسيين وأول منطقة قابلتنا هي اجدابيا ومكث فيها 5 أيام وكنا 25 شخص في سيارة واحدة وكان يعطى لنا عصير ومياه وكيكة صغيرة في الطريق ولا يوجد أكل غيرها , وأضاف بأن بعض الاشخاص اصيبوا بامراض .

واشر ياسيين بأنهم مكثوا في اجدابيا اسبوعين في منزل قال لا نخرج منه أبدا وكنا نأكل رغيف وكان العشاء مكرونة , وتوجهنا بعدها الى طرابلس في سيارة صحراوية تنقل من 25 شخص الى 30 شخص ووصلت الى طرابلس فاخذت هاتف من صديقي في سويسرا واتصلت بشخص يشتغل عميل وهو ليس ليبي بل افريقي واخذوني الى مزرعة وفي نفس الليلة خرجنا للهروب الى ايطاليا ومع الساعة 5 صباحا وبعد 6 ساعات ثم انقادنا داخل المياه الاقليمية  ونحن في الزورق في البحر بالقرب من القربولي , واشار بأنه قد دفع مبلغ 1800 دولار للهروب الى ايطاليا وأن هذا الامر قد اعد له العدة لمدة 3 سنوات وقال بأن المال راح وتعب سنوات عمره وكد راح وقال الهروب الى اوروبا لكي نعيش حياة طبيعية في بلد لا توجد فيه مشاكل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق