الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

المحلل السياسي الليبي عصام الزبير لـ المغرب: مخاطر من استغلال داعش ظاهرة الهجرة غير الشرعية للنفاذ إلى أوروبا عبر الشواطئ الليبية

الجمعة 27 نوفمبر 2015 

| بقلم: روعة قاسم
قال المحلل السياسي الليبي عصام الزبير ان تنظيم داعش يواصل تمدده في ليبيا مستغلا تفاقم الصراع بين هياكل الدولة في طبرق وطرابلس واقتحم عناصره عددا من الحقول النفطية . اما عن مدى نجاح مهمة المبعوث الاممي
الجديد الى ليبيا فاوضح الباحث الليبي ان كوبلر سيواصل ما بدأه سلفه برناردينو ليون معتبرا أن حكومة التوافق المقترحة من الامم المتحدة لا تحظى بموافقة ورضا الاطياف الليبية.
• لو تعطينا قراءة للوضع الليبي اليوم في ظل المتغيرات الاخيرة ومع الانباء التي تتحدث عن تقدم تنظيم داعش في عديد المناطق؟
لقد تخلى المجتمع الدولي عن ليبيا في وقت تصاعدت فيه حدة الصراع بين الاطراف الليبية المتنازعة ، فاستغل تنظيم داعش هذا الوضع ونما بشكل خطير وتمدد في عديد المناطق. والمشكلة ان هياكل الدولة في طبرق وطرابلس تتصارع على الشرعية وعلى كسب ود المجتمع الدولي ، فلم تقم قوات مجلس النواب بالتصدي لهذا التنظيم في درنة ولا في سرت . فسيطر على منطقة النوفلية ومن ثم سرت ومازال يتمدد واقتحم مقاتلوه عددا من الحقول النفطية دون ان يتحرك حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى التي يقودها ابراهيم جضران.
كما ان الكتائب التي تتبع المؤتمر في مصراته لم تتمكن من محاربة التنظيم في سرت واوقفت تقدمها بل وتراجعت الى الوراء بتعلة عدم وصول الدعم من رئاسة اركان الجيش.والان هناك ضربات جوية بين الفترة والأخرى بواسطة طيران اجنبي لم تعرف هويته الا بعد ان اعلنت امريكا قصفها لأحد قياديّي التنظيم.
• ما حقيقة الانباء التي تتحدث عن هروب الدواعش من سوريا والعراق بعد الضربات الغربية الاخيرة؟
نتيجة لعدم وجود حكومة ولا برلمان مركزي ولا اجهزة مركزية امنية عسكرية فان التنظيم سيواصل تمدده خاصة مع فقدان السيطرة على الحدود الجنوبية والغربية والتي تدخل منها عناصر داعش، الأمر الذي يجعل من ليبيا بؤرة مستقبلية للإرهاب خاصة اذا لم تحصن دول الجوار حدودها وبالاخص تونس والجزائر والنيجر وتشاد . فليبيا ليست لديها القدرة على حماية حدودها ولا مراقبتها . ورأينا فشل الدولة في معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وهذا ما يجعل الخطر يؤثر في المحيط الاقليمي والخارجي وحتى الاوروبي نظرا لقرب الشواطئ الليبية من اوروبا .
• وما تأثير هجمات باريس الاخيرة على الملف الليبي وهل يمكن ان تدفع المجتمع الدولي اكثر نحو ايجاد حل سياسي للازمة المستفحلة؟
اعتقد ان على باريس واوروبا الاستفادة من الدرس السوري والعراقي والذي جعل من باريس هدفا لهجماته . فما بالك اذا تعزز التنظيم الارهابي في ليبيا حينها سينفذ عبر طرق عديدة وسيستغل عناصره استفحال ظاهرة الهجرة غير الشرعية الليبية للنفاذ الى الاراضي الاوروبية خاصة عبر الشواطئ لتنفيذ المزيد من الهجمات الارهابية.
• ما مدى امكانية انتقال ضربات التحالف ضد داعش الى ليبيا؟
ضربات التحالف موجودة ولكن ليست بصفة مستمرة بل انتقائية . فقد تم في الاسبوع الماضي قصف شخصية قيادية عربية من تنظيم الدولة، وامس تم قصف المسؤول الاعلامي في التنظيم في مدينة سرت وقد يتم نقل العمليات العسكرية الغربية الى ليبيا بعد اتمام الضربات في سوريا والعراق. وبحسب بعض المصادر فانه طيران غربي مجهول الهوية وهناك مصادر اخرى تتحدث عن انه طيران يتبع حلف الناتو والجدير بالذكر ان هناك انباء تداولت سابقا عن قيام الولايات المتحدة بضربة جوية في سرت نتج عنها مقتل قيادي من التنظيم الاسبوع الماضي عراقي الجنسية يكنى «بابو نبيل».
• هل تتوقعون نجاح مهمة المبعوث الاممي الجديد وما هو مستقبل الحوار الوطني وحكومة التوافق المقترحة؟
امام المبعوث الجديد كوبلر تحديات جمة في التعامل مع الفرقاء الليبيين . فاليوم اصبح الفريقان المتصارعان دون شرعية وتزداد حاليا الاصوات الداعية الى خروجهما من المشهد السياسي الليبي وتحملهما مسؤولية تدهور الاوضاع في ليبيا.
واعتقد ان كوبلر سيواصل ما بدأه ليون ، وتأمل عديد الاطياف الليبية بان ينجح فيما فشل فيه سلفه وان يغطي على فضيحة ليون وموقف الامم المتحدة المرتبك.
كما ان الحكومة التي اقترحها ليون تواجه رفضا من بعض النواب سواء في المؤتمر او البرلمان وهو ما يجعل امكانية نجاحها مستحيلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق