الأحد، 9 أغسطس 2015

الجنوب ازمة مفتعلة وتدخل اجنبي يؤججه

يعاني الجنوب الليبي من مشاكل عديدة وتأزم وصراع في الموقف بين مكوناته مع دخول اطراف خارجية على الارض مما يغذي الصراع ويعمل على استمراره , خاصة وان هناك مكون امازيغي ومكون عربي قد يعمل على استغلال الموقف كتصفية طرف الاخر او الدفع به نحو صراع عرقي , وهذا يتوجب وقفة جادة للجنوب الشرقي والذي يتم يتأزم الصراع فيه في مدينة الكفرة وهو صراع بين قبيلة الزويه العربية ومكون التبو الامازيغي والذي تطور وشهد سقوط اكثر من 40 قتيلا وانفجر الصراع بعد اشتباكات في حي قادرفي الذي نزحل اليه مجموعات من التبو نزحوا منذ الحرب الاهلية في تشاد وتصدر بين الحين والاخرى اتهامات بوجود مجموعات مسلحة من التبو التشاديين يعززون موقف التبو في الاشتباكات والهجوم ويم السبت الماضي تممن قبل ابناء مدينة الكفرة صد هجوم مجموعة التبو المسلحين الذي حاولوا الدخول الى مدينة الكفرة ومما يلاحظ بأن التبو الليبيون يقطنون حي الشورى بمدينة الكفرة وهذا الحي هاديء ولا يشهد اي اشتباكات ولا يشارك في توثير الموقف في المدينة .
 وايضا الجنوب الغربي والذي يشهد توثرا في عاصمة الجنوب سبها والتي بها بعض القبائل العربية مثل القذادفة والمقارحة والذين كان لهم شأن كبير وسيطرة على الجنوب نتيجة لارتباطهم بالنظام السابق وقد خرجت مظاهرة في هذا الاسبوع رفعت علم النظام السابق وصور للقذافي وأبنه سيف رفضا لحكم المحكمة التي اصدرت حكمها باعدام سيف القذافي بل وهناك مطالبات بان يتولى سيف نجل القذافي سدة الحكم وحدثت اشتباكات وسقط على اثرها قتيلان احدهما كان يريد انزال علم النظام السابق فقتله قناص مؤيد للقذافي  وفي منطقة الشاطيء والتي يوجد بها قبيلة المقارحة وهي مكون عربي والتي يرجع اليها رئيس مخابرات القذافي السابق عبد الله السنوسي والذي حكم عليه بالاعدام في محكمة اعوان النظام السابق وتصاعد الموقف بخروج مظاهرات رفعت علم النظام السابق وصور القذافي .
وهناك اشتباكات اخرى في مدينة اوباري بجنوب شرق مدينة سبها وهو صراع بين قبائل التبو والطوارق الامازيغتين حتى ان مدينة اوباري شهدت نزوحا كبيرا نتيجة قوة الاشتباكات وقطع الطريق على وصول المساعدات الانسانية ووصول المواد الغذائية والادوية والوقود وغاز الطهي وتعيش هذه المدينة في حالة صعبة جدا .
وقد قامت كل من مدينتي الكفرة واوباري بصرخة استغاثة وللحكومتين (حكومة الازمة وحكومة الانقاد ) وايضا ( للمؤتمر الوطني ومجلس النواب ) ولكن الاستجابة ضعيفة جدا فالمستشفيات تعاني من نقص في المواد والمعدات والكوادر وايضا الوضع الانساني متدهور .
ولحل المشكل  في الجنوب يجب أن يتم جمع جميع الاطراف الليبية على طاولة الحوار وفتح النقاش مع تبصيرهم  بخطورة ما سيدفع اليه الوضع المتوثر الان في الجنوب الى ازمة مستمرة قد لا تقف الا بعد ان تنهك البشر والتروات وتؤدي الى صراع قبلي لا يحمد عقباه , ويتطلب الامر وبسرعة تكوين لجنة ازمة من قبل الحكومة لمساعدة ومساندة الجنوب للخروج من الازمة فهي ازمة متفاقمة وتحتاج لحل جدري بشتى الوسائل تبدا باستقرار الوضع الامني وسحب السلاح الثقيل وتتجه الى دعم تشغيل الشباب وتنمية الجنوب حتى لا يتم استغلال الشباب بالعمل ضد بلاده وهو لا يعي ما يقوم به بالاحتواء ضمن عصابات تهريب السلاح والمخدرات والبشر والاشتراك في استمرار الاشتباكات والقتال
أما موقف الدول الاوروبية فهو مثل المجتمع الدولي سلبي اتجاه قضية الجنوب وما يحدث فيه فنرى اغلب الدول غير عابية  بما يحدث في الجنوب الا الموقف الفرنسي الذي يسعى الى تقسيم البلاد والرجوع الى مستعمرته الجنوب الليبي بالمسمى اقليم فزان لاسباب سياسية واقتصادية نتيجة اطماع واحلام تراوده بالعودة لافريقيا , فالجنوب يزخر بالنفط الكثيف والغاز وايضا بالثروات الطبيعية الاخرى حتى ان الحقول النفطية معدل انتاجها اكبر كثيرا من الحقول الاخرى ومن غزارته تجده أكثر من معدل 4 حقول واكثر بوسط البلاد فمثلا حقل الشرارة ينتج 340 الف برميل يومي بينما حقل السرير الكبير ينتج ما يعادل 70 الف برميل يومي وهذا ما يسيل الاطماع في ظل وجود مياه غزيرة وحديد ومعادن اخرى .
ولتفكيك الموقف الفرلانسي الذي يدفع بالفوضي بالجنوب عن طريق مسلحين افارقة من اجل احتواء الجنوب لابد من العمل على تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الوطنية وتبصير الاطراف بانهم ضمن صراع خارجي وليسوا في صراع داخلي والتصدي لمحاولات فرنسا بجعل الصراع عرقي وايضا الدفع للامم المتحدة بتقرير عما يحدث في الجنوب يضمن فيها على ان هناك دول تستغل ضعف الدولة الليبية وتأزم الموقف فيها باستغلال حدودها لمرور مقاتلين وسلاح لتزويد العصابات المجرمة التي تحاول غزو الجنوب والعمل على تحميل هذه الدول التي يقاتل ابنائها في الجنوب المسئولية القانونية , وكشف الامر لوسائل الاعلام وفتح الطريق لدخول بعثات دولية دبلوماسية ومراقبة لمتابعة الامر عن كثب واثارة الرأي العام واستخدام وسائل الاعلام في تبصير المجتمع الدولي , وودفع بعثة الامم المتحدة بالكشف عن ما يحدث حقيقة بالجنوب حتى يكون الامر موجود على طاولة الامم المتحدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق