الاثنين، 15 مارس 2010

الزعيم الليبي يدعو في لقائه بالقيادات الطلابية بالجامعات الإفريقية الشباب الإفريقي إلى التفكير في مستقبل القارة لأنها لهم هم الأجيال الجديدة .

تحدث الزعيم الليبي إلى القيادات الطلابية بالجامعات الإفريقية التي تقيم ملتقاها بالعاصمة الليبية طرابلس , والذي أهدته درع الملتقى تعبيراً عن الاعتزاز بدوره الريادي في تحقيق وحدة وعزة وتقدم إفريقيا, حيث
قاما بتسليمه الدرع الطالبان أناتي من جامعة كيب تاون بجنوب إفريقيا و لولا من جامعة لومي بالتوغو ,متناولا دور الغزو والاحتلال الأوروبي للقارة في هذه الخسارة التاريخية منذ ما سماه الغرب بعصر الاكتشافات الجغرافية لإفريقيا مروراً بمرحلة استرقاق البيض للأفارقة ومعاملتهم كحيوانات ثم كعبيد والسيطرة عليهم من جميع النواحي المادية والروحية ، وفرض لغاتهم ودينهم ليحلا محل اللغات الإفريقية والأديان الإفريقية التوحيدية وذلك من أجل أن يبقى الاستعمار الأبيض في إفريقيا وأن تخضع إفريقيا بالكامل لهذا الاستعمار ماديا وروحيا .
استعرض بعدها مرحلة التحرير للقارة الأفريقية مبرزا انتصار حركات التحرر والتي استفادت من الوضع الدولي في مرحلة الستينيات حيث كان فيها الصراع قائم بين الشرق والغرب ، و بدأ استقلال الدول الإفريقية بفعل حركات التحرر التي قادها زعماء بارزون أمثال بن بله و جمال عبد الناصر و جومو كنياتا ونكروما وموديبو كيتا و نيريري و لومومبا و سيكاتوري , هؤلاء القادة هم الذين أسسوا إفريقيا المستقلة المفترضة ، ولذلك فقد قرر الاستعمار تصفيتهم حيث أطاح ببعضهم وتم تصفية بعضهم وحاول القضاء على بعضهم الأخر , ثم تناول الزعيم الليبي مرحلة الانقلابات وعدم الاستقرار التي تلت ذلك بسبب الانقلابات العسكرية المتوالية التي أفقدت إفريقيا فترة طويلة جداً من تاريخها وهي تعاني من هذه الانقلابات بجنرالات فاشلين وفاشيين وغير متعلمين , فمرحلة الإملاءات الغربية على دول القارة والتي ربط فيها الغرب تقديم المساعدات من المصرف الدولي وصندوق النقد الدولي برضوخ دول القارة لتطبيق نظامه النيابي الحزبي .
والتي فشلت لأنها تجربة تخص المجتمع الغربي الذي يختلف في تركيبته الطبقية العتيدة وتطوره الاقتصادي والسياسي اختلافا كلياً عن المجتمع الإفريقي ، في تحقيق الاستقرار وإنهاء الصراع على السلطة في المجتمعات الإفريقية , مستشهدا على ذلك بعودة التمردات المدنية والانقلابات العسكرية مرة أخرى إلى القارة .
هذا وجدد القائد الليبي التأكيد في هذا الصدد على أن النظرية التي تناسب إفريقيا هي النظرية الاجتماعية الجماهيرية التي تجعل كل الناس تمارس السلطة بالمؤتمرات الشعبية التي تقرر واللجان الشعبية التي تنفذ حيث يتحقق الاستقرار ولن يكون هناك تمرد لأن كل الناس داخل السلطة وتمارس السلطة, موضحا بأن الشباب الثوري الواعي هم الذين يستطيعون صنع إفريقيا الجديدة ، إفريقيا الجماهيرية الاجتماعية إذا شكلوا لجاناً ثورية تُحّرض الجماهير على الاستيلاء على السلطة سلمياً بدون سلاح ولا قتال ولا دماء ، وتقيم النظام الجماهيري البسيط البديع الرائع ؛ الحل النهائي لمشكل الصراع على السلطة .
وأستعرض القائد الوضع الراهن في إفريقيا منذ عام 1963 عندما دعا نيكروما الذي أسس منظمة الوحدة الإفريقية إلى إقامة حكومة إفريقية واحدة حتى لا تضيع القارة في المستقبل وتظل متأخرة عن كل القارات نتيجة الانقلابات العسكرية والمؤامرات الغربية , مبرزا بأن كل ما تنبأ به نيكروما قد حدث وأصبحت إفريقيا تدور في حلقة مفرغة وتراوح في مكان واحد منذ ذلك الوقت حتى عام 1999 حتى تم تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى إتحاد إفريقي .
وأوضح الزعيم الليبي بأنه كان لديه تصور يُحّول القارة من واقع إلى واقع ، وينقلها نقلة تاريخية وإستراتيجية حيث أقترح تشكيل مجلس تنفيذي يتكون من الخارجية والدفاع والمواصلات والاتصالات والتعليم والصحة والصناعة والزراعة ، وغيرها من القطاعات ، لكي ينفذ قرارات القمة ، لكن وزراء الخارجية ومن معهم أجهضوا في غفلة هذا التصور ، وعملوا مجلساً تنفيذيا يتكون من وزراء الخارجية فقط وأسندوا له مهام كل القطاعات المذكورة التي لا علاقة لهؤلاء الوزراء بها , واقتراحات أخرى لتكوين حكومة اتحادية إفريقية بعد إجهاض مقترح إنشاء المجلس التنفيذي الذي تتبعه لجان فنية متخصصة ، وكيف تمت دحرجة إنشاء الحكومة الاتحادية الإفريقية على مدى عشر سنوات حتى تم مؤخراً استبدال الحكومة الاتحادية بإنشاء سلطة اتحادية التي تبين أنها مجرد تغيير لفظي تحل فيه كلمة "سلطة "محل كلمة "مفوضية" ، بينما تبقى الأمور كما هي , حيث لا توجد صلاحيات لرئيس الإتحاد ولا للمفوضية ، وأصبح وزراء الخارجية فوق المفوضية , وأنه طلب في قمة أديس أبابا الماضية التي كان مقرراً فيها تحويل المفوضية إلى سلطة تأجيل المناقشة بعد أن تبين أن التغيير مجرد تغيير لفظي لا يمكن القبول به ، حيث تمت الموافقة على التأجيل
ودعا الزعيم الليبي في لقائه بالقيادات الطلابية بالجامعات الإفريقية الشباب الإفريقي إلى التفكير في مستقبل القارة لأنها لهم هم الأجيال الجديدة ,موضحا بأن إفريقيا الغنية بثرواتها البشرية وإمكانياتها المادية الهائلة رغم النهب مؤهلة لأن تكون دولة قوية وقوة جبارة اقتصاديا وعسكرياً مثل القوى الجبارة الأخرى الأوروبية والأمريكية أو روسيا أو الصين , ومعلنا أن القمة الإفريقية القادمة التي ستعقد في كمبالا في شهر أغسطس القادم مطروح فيها تحويل مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى سلطة , داعياً هذه القيادات الطلابية الإفريقية إلى الضغط على الحكام في بلدانهم حتى يسمعوا صوت الشباب وصوت الجماهير الإفريقية المتمسك بقيام سلطة اتحادية إفريقية حقيقية ، والرافض للضحك على أبناء القارة بتحويل المفوضية أسميا إلى سلطة .
وفي الشأن النيجيري طرح الزعيم الليبي في حضور قيادات طلابية من نيجيريا حلاً سلمياً للوضع المأساوي في نيجيريا لإنقاذ أرواح المسلمين والمسيحيين من استمرار المجازر ،وإنقاذ الكنائس والمساجد بيوت الله من استمرار الدمار والحرق ، وذلك على غرار الحل الجذري والتاريخي الذي تم في شبه القارة الهندية بمبادرة من قبل محمد علي جناح , محللا في الجزء الأخير من حديثه العوامل التاريخية المتسببة في الوضع المؤلم الذي تعيشه نيجيريا حالياً والذي يشبه تماماً الوضع الذي كان قائماً في شبه القارة الهندية قبل عام 1947 مسيحي ، عندما كانت المجازر بين الهندوس والمسلمين والتي لم تنته إلا بمبادرة محمد علي جناح الذي عمل دولة للمسلمين سماها باكستان ، ودولة أخرى للهندوس هي الهند , مشيرا إلى أن هذا الحل كان مؤلماً لكنه حل جذري وتاريخي لولاه لكانت الآن الملايين من الهندوس والمسلمين تموت باستمرار في شبه القارة الهندية , مبرزا بأن الوضع المروع والمؤلم جداً الذي تعيشه نيجيريا الآن والذي هو نتاج دولة نيجيريا الاتحادية التي صنعها وفرضها الانجليز رغم مقاومة الناس لها الذين دفعوا مليون شهيد لمقاومة فرضها عليهم ، أكبر من أن يعالج بالوسائل التقليدية من قانون وشرطة ومحاكمات ونيابة لأنه ليس جريمة فردية وإنما صراع عميق يأخذ طابعاً دينياً .
هذا و نبه القائد الليبي بأن لا شيء يوقف شلالات الدم والحرائق لبيوت الله سواء كانت مساجد أو كنائس في نيجيريا ، إلا بأن يظهر فيها محمد علي جناح أخر ، ويعمل دولة للمسلمين ودولة للمسيحيين كحد أدنى لإنقاذ النيجيريين من هذه المذابح ، التي شدد على وجوب عدم استمرارها , داعيا صديقه وأخيه العزيز الرئيس أوباسانغو الذي يعتبر زعيماً أوحد في نيجيريا تقريباً ، بأن يتحمل المسؤولية ويقوم بدور محمد علي جناح " في الجانب المسيحي ويعمل دولة مسيحية في الجنوب عاصمتها لاغوس العاصمة التقليدية ويقودها لإنقاذ المسيحيين والكنائس من المذابح ومن الحرائق ، ويعطي للشمال فرصة لظهور محمد علي جناح أخر ، يعمل دولة إسلامية عاصمتها أبوحا ، شقيقة وجارة للدولة المسيحية لإنقاذ المسلمين والمساجد من المذابح والحرائق موضحا بأن يتم ذلك بالتراضي وبالمصافحة والمعانقة وليس بالمصارعة ولا بالقتال ولا بالدم ، ويتم تحديد حدود كل دولة , لافتا إلى وجوب احتساب كيف يتم اقتسام ثروة النفط والثروات الأخرى مثل الأنهار والمعادن والأرض الزراعية بين هاتين الدولتين بطريقة سلمية وبالتفاوض الأخوي .
وكان ريفا فليكس رئيس الاتحاد الوطني لطلاب إفريقيا الوسطى المشارك في الملتقى العقائدي قد القى كلمة حي فيها الزعيم الليبي ودوره الريادي في أفريقيا وسعيه إلى أن تكون فضاء حرا وقوة اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة تؤثر في العالم وتصنع التاريخ الحديث وداعما لشباب القارة ودافعا لهم نحو البناء والتنمية لخلق مستقبل أفضل بالقول أنت رمز الثورة ، أنت تحدثت أمام البيض وغيرهم , وأنت لابد أن تكون نموذجاً يحتذي من قبل الناس ، لأن كل الثورات أخذت انطلاقتها من الجامعات والمدارس ، فـ نكروما انطلق من الجامعة في بريطانيا وكذلك سنكارا ، وأنت أيها الأخ القائد قمت بذلك في المدارس .
وأنا أريد أن أشير إلى قيامكم بتنظيم مظاهرة استنكار لمقتل لومومبا وتصفيته ، وكذلك قيامكم بتنظيم مظاهرة احتجاجا على احتلال الجزائر وغيرها .
تعيش الوحدة الإفريقية لكي تعيش إفريقيا .


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق