الخميس، 18 سبتمبر 2014

النص الكامل لكلمة الممثل الخاص للأمين العام:



مؤتمر حول تحديات الاستقرار والتنمية في ليبيا وشمال إفريقيا
الكلمة الافتتاحية للممثل الخاص للأمين العام برناردينو ليون
مدريد، 17 سبتمبر 2014

السادة الوزراء،
أصحاب المعالي،
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،

1.      يشرفني أن أشارك في هذا المؤتمر حول تحديات الاستقرار والتنمية في ليبيا وشمال إفريقيا. وأتقدم بالشكر لحكومة إسبانيا على هذه المبادرة التي جاءت في الوقت المناسب، وهو وقت حرج في تحول ليبيا وعلى خلفية من التحديات المعقدة التي تواجه إقليم شمال إفريقيا وتتخطاه.
2.      شجعتني مشاركة العديد من الدول في هذا المنتدى، وهو ما أرى أنه علامة على اعتراف وتقدير المجتمع الدولي لأهمية استقرار ليبيا بالنسبة للمنطقة على نطاق أوسع وعلى التزامكم تجاه الشعب الليبي في جهوده لإعادة بناء دولة حديثة تقوم على مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
3.      مرت 3 سنوات منذ أصدر مجلس الأمن قرار رقم 2009 (2011) بإنشاء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وبالرغم من الإحساس الأولي بالتفاؤل الذي صاحب إنشاء البعثة، نجد أنفسنا اليوم أمام مشهد سياسي وأمني شديد الاختلاف في ليبيا: عملية سياسية مترنحة جعلت البلاد على شفير صراع طويل الأمد وفتنة.
4.      في 8 سبتمبر، قمت بأول زيارة رسمية إلى ليبيا بصفتي ممثلاً خاصاً للأمين العام ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقد شاركت خلال 4 أيام في مناقشات صريحة ومفتوحة مع الأطراف المعنية الليبية من كافة الأطياف السياسية. وطمئنني استعداد كافة الأطراف للمشاركة البناءة في جهودنا لاستكشاف خيارات للوصول إلى مخرج سلمي من الأزمة الحالية. وقد اعترف الجميع بالخلافات السياسية العميقة والإحساس بانعدام الثقة. إلا أنهم جميعاً أكدوا على الحاجة للتغلب على هذه الخلافات وإنهاء الاقتتال المسلح واستئناف العملية السياسية بأسرع وقت ممكن من أجل منع المزيد من الاستقطاب والانقسام.
السادة الوزراء، أصحاب المعالي،
5.      تحدثت منذ يومين أمام مجلس الأمن. وأكدت أن الحل للأزمة الحالية في ليبيا لن يكون من خلال الوسائل العسكرية، بل من خلال إجماع سياسي يقوم على مبادئ أساسية منها احترام الإعلان الدستوري والعملية الديمقراطية والانتخابات التشريعية التي عقدت في 25 يونيو ووضع حد للتحريض والتأليب والنبذ الصريح للإرهاب إضافة إلى عملية سياسية شاملة وهادفة. وينبغي أن يصاحب ذلك خطوات على الجبهة الأمنية لتمكين الدولة من تأكيد سيطرتها على المنشآت الحيوية ولتمارس الحكومة سلطاتها بدون التعرض لتهديد الترهيب المسلح. ولن يكون هناك حلول وسط بشأن هذه المبادئ من أجل عودة ليبيا للعملية السياسية. ونحن في المجتمع الدولي ندين للشعب الليبي بالإصرار على ذلك.
6.      كررت خلال اجتماعاتي في ليبيا الأسبوع الماضي أنه بينما لا تزال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ملتزمين بدعم الشعب الليبي في إعادة بناء دولتهم ومؤسساتها، أذكر الجميع بأن الحل للأزمة الحالية في ليبيا يجب أن يكون حلاً ليبياً. وينبغي أن يتم التفاوض حوله في إطار الشرعية السياسية الحالية التي انبثقت من الانتخابات ويشمل ذلك الاعتراف بمجلس النواب بصفته السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد. وفي ظل الوضع غير المستقر واحتمال الانحدار نحو المزيد من الفوضى والعنف، شددت على كافة الأطراف الليبية بعدم إضاعة الفرصة الصغيرة الموجودة أمامنا للوصول لحل سلمي للأزمة الحالية. سينبغي على قادة ليبيا التحرك بسرعة والسعي للوصول لحل سياسي من خلال حوار بناء وشامل.
السادة الوزراء، أصحاب المعالي،
7.      لن تدخر الأمم المتحدة جهداً في مساعدة الليبيين لتضييق الفجوة القائمة والتغلب على انعدام الثقة الذي يقسمهم حالياً. وأعتقد أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وضع فريد يمكنها من قيادة الجهود الدولية لدعم عملية التحول الليبية. ولكنني أعلم أيضاً أن جهد إعادة بناء ليبيا لا يقع على الأمم المتحدة وحدها. حيث سيكون دعم المجتمع الدولي بالمساعدة والجهود المنسقة من خلال الأمم المتحدة أمراً أساسياً في مشاركتنا في ليبيا.
8.      إن تحقيق الاستقرار في ليبيا أمر أساسي لضمان عدم ضياع التضحيات التي قدمها الشعب الليبي في نضاله لنيل الحرية والكرامة. ولكن تحقيق الاستقرار في ليبيا من المسائل المتعلقة بالمصلحة الإقليمية والدولية. وسيكون لعدم إدراك ذلك عواقب وخيمة ليس على ليبيا فحسب بل على السلام والأمن الإقليمي والدولي. لذلك فأنا سعيد بشكل خاص بهذا التمثيل الإقليمي الموسع في اجتماع اليوم. وأدعو الجميع للتنسيق عن كثب والتعاون كلما أمكن لتمكين التحول في ليبيا من النجاح. وينبغي أن تركز هذه الجهود المنسقة على التنمية المؤسسية والحوكمة وقضايا نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح قطاع الأمن والسيطرة على الحدود ومنع التطرف والإرهاب ومحاربة الإتجار بالبشر والجريمة المنظمة.

9.      كما أثبت التاريخ مراراً وتكراراً فإن الأمن بلا تنمية أمر مؤقت والتنمية بلا أمن أمر مستحيل. إن الليبيين يتوقون إلى الأمن والتنمية والرخاء. والجهود المتضافرة مطلوبة على المستويات السياسية والأمنية والتنموية لإنجاح التحول في ليبيا. وأدعو الجميع بصفتنا شركاء ليبيا الإقليميين والدوليين، إلى إرسال رسالة قوية وموحدة لدعم الشعب الليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق