الاثنين، 15 سبتمبر 2014

إحاطة الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا

برناردينو ليون لمجلس الأمن 15 سبتمبر 2014
السيد الرئيس ، أعضاء مجلس الأمن الموقرون،
1. أمامكم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. ويقدم التقرير تفاصيل عن عمل البعثة خلال الأشهر الستة الأخيرة ويلقي الضوء على بعض التطورات السياسية والأمنية الخطيرة التي وقعت في ليبيا خلال تلك الفترة. كما يقدم قراءة قاتمة للمشهد السياسي والأمني سريع التدهور في البلاد.
2. غداً تكون قد مرت 3 سنوات منذ تأسيس مجلس الأمن لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وعلى الرغم من التفاؤل الذي صاحب إنشاء البعثة ، نجد أنفسنا اليوم أمام لحظة عصيبة في التحول الديمقراطي لليبيا : عملية سياسية مترنحة أخذت البلاد أقرب نحو حافة نزاع مطول وصراع أهلي.
3. منذ تسلمي لمهامي منذ أكثر من أسبوعين ، كنت على اتصال مع الليبيين من كافة الأطياف السياسية وفي 8 سبتمبر قمت بأول زيارة رسمية إلى ليبيا كممثل خاص للأمين العام ، حيث ذهبت إلى طبرق والبيضاء وطرابلس ومصراتة والزنتان , وبعد محادثات صريحة مع الأطراف الليبية إني على ثقة في استعداد كافة الأطراف للمشاركة البناءة في جهودنا لاستكشاف خيارات الوصول لمخرج سلمي من الأزمة الحالية , وقد اعترف الجميع بالخلافات السياسية العميقة والإحساس بانعدام الثقة , إلا أنهم جميعاً أكدوا على الحاجة للتغلب على هذه الخلافات وإنهاء الاقتتال المسلح واستئناف العملية السياسية بأسرع وقت ممكن من أجل منع المزيد من الاستقطاب والانقسام .
4.  في مناقشاتي مع مجلس النواب المنتخب المنعقد حالياً في طبرق كررت اعتراف المجتمع الدولي الذي لا لبس فيه باعتباره السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد , ولكنني شددت على أهمية القيادة الشجاعة المسئولة من جانبهم , وبما أن مجموعة من البرلمانيين مستمرة في التغيب عن جلسات مجلس النواب ، أكدت على أهمية السعي من أجل أن يتسع مجلس النواب للجميع واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة المخاوف التي أشار إليها هؤلاء البرلمانيون , وفي هذا الصدد  يشجعني الاستعداد الواضح للمجلس لإبداء المرونة اللازمة في السعي للوصول إلى حل عن طريق الوساطة للأزمة الحالية المحيطة به. كما تلقيت أيضاً إشارات إيجابية من الجانب الآخر بأنهم ينوون التحرك في اتجاه مشابه.
5.  كما حظيت بشرف مقابلة أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في مدينة البيضاء. وبالرغم من التحديات السياسية والأمنية الصعبة التي تواجه عملهم سرني شعور المثابرة والالتزام الموجود لدى أعضاء الهيئة. وفي هذا الاجتماع وافقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على تيسير فعالية تجمع اللجان المختلفة التي أسستها الهيئة بعدد من الخبراء القانونيين لتقديم المساعدة الفنية.
6. وفي طرابلس ومصراتة والزنتان حظيت بفرصة لقاء العديد من القادة السياسيين وغيرهم من الشخصيات البارزة المرتبطة بالصراع العسكري الذي اشتعل مؤخراً في طرابلس وضواحيها. وأوصلت إلى الجميع التزام مجلس الأمن نحو ليبيا كما هو موضح في القرار 2174 وبمحاسبة كل من يعطل العملية السياسية في البلاد أو يكون مسئولا عن استمرار الصراع المسلح أو انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
7.  وأكدت أن الحل للأزمة الحالية في ليبيا لن يتحقق من خلال الوسائل العسكرية بل من خلال الإجماع السياسي القائم على مبادئ أساسية منها احترام الإعلان الدستوري والعملية الديمقراطية والانتخابات التشريعية التي جرت في 25 يونيو ووضع حد للتحريض والتأليب والنبذ الصريح للإرهاب إضافة إلى عملية سياسية شاملة وهادفة , وينبغي أن يصاحب ذلك خطوات على الجبهة الأمنية لتمكين الدولة من تأكيد سيطرتها على المنشآت الحيوية ولتمارس الحكومة سلطاتها بدون التعرض لتهديد الترهيب المسلح , ولن يكون هناك حلول وسط بشأن هذه المبادئ.
8.  لقد حذرت في كل اجتماعاتي من مخاطر إنشاء مؤسسات وعمليات سياسية موازية قد تسهم فقط في المزيد من الاستقطاب والانقسام وشددت على من حاورتهم الحاجة إلى الإحجام عن أي إجراء من شأنه زيادة الانقسامات الحالية وأكدت على أن أي حل للأزمة الحالية يجب أن يتم التفاوض حوله في إطار الشرعية السياسية الحالية التي انبثقت من الانتخابات.
9. بينما كررت الأطراف استعدادها للمشاركة وفقاً لهذه المبادئ ، لا يزال هناك فقدان للثقة. وستحتاج الأطراف إلى التحرك بسرعة لترجمة هذه المبادئ إلى أفعال.
السيد الرئيس،
10.  في الشرق ، تهدد المواجهات العسكرية المتجددة في بنغازي بترك آثار بليغة على السكان من المدنيين , وفي الغرب تستمر حملة غير منقطعة من القصف العشوائي في استهداف أقسام كبيرة من منطقة ورشفانة بالقرب من طرابلس ، متسببة في معاناة بالغة للمدنيين هناك وقد هرب عشرات الآلاف من المدنيين من منازلهم ولقي الكثيرون حتفهم من جراء القصف بما في ذلك النساء والأطفال , ولدينا تقارير موثوقة تفيد بوجود نقص حاد في الإمدادات الطبية , ولم يتم الالتفات إلى نداءاتنا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وكذلك مطالباتنا بالسماح لعمليات إنسانية عاجلة.
11.  لا يمكن أن تتقدم الجهود التي تهدف إلى حل الأزمة الحالية واستئناف العملية السياسية على خلفية من القتال المستمر وبالرغم من المطالبات المتعددة بالوقف الفوري للاقتتال ، بما في ذلك من جانب مجلس الأمن ، فإن الوضع على الأرض لا يزال غير مستقر ومتداعي , وأستمر في تذكير كافة الأطراف المعنية بالحاجة العاجلة للالتفات لنداء مجلس الأمن بالإنهاء الفوري للاقتتال المسلح في البلاد.
السيد الرئيس،
12.  في طرابلس تثير تقارير عن هجمات انتقامية ضد الأفراد والممتلكات الخاصة بمن يرتبطون بحكومة الثني والأفراد المنحدرين من الزنتان ، القلق , أما المعسكرات الموجودة في طرابلس التي تؤوي النازحين من تاورغاء ، والتي تمت مهاجمة أحدها في 30 أغسطس ، فقد تم إخلاؤها خوفاً من القصف والاختطاف , كما تلقينا معلومات موثوق بها من شرق ليبيا حول حوادث ترهيب وهجمات انتقامية ضد أفراد منحدرين من مصراته , وقد أدى تزايد أعداد حوادث انتهاك حقوق الإنسان إلى خلق جو من الخوف ، وقد غادرت أعداد لا تحصى من النشطاء السياسيين ونشطاء المجتمع المدني ، بما في ذلك النساء ، البلاد خوفاً على سلامتهم وأمنهم.
13.  كما ذكرت كافة الأطراف بالتزامهم بعدم أخذ رهائن وبالمعاملة الإنسانية لكل من اعتقل أثناء القتال الأخير , وأحث كافة الجماعات المسلحة التي تحتجز أشخاصاً على تسليمهم إلى العدالة , كما يجب على الجماعات المسلحة الإفصاح عن مصير الواقعين تحت سيطرتهم والذين يعتقد أنهم مفقودون ,  وفي هذا الصدد ، عرضت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المساعدة في معالجة قضية المحتجزين وأعرب الجانبان عن استعدادهم للتعاون.
السيد الرئيس،
14.  في ظل الوضع الإنساني في أنحاء ليبيا ، يقوم فريق الأمم المتحدة العامل في ليبيا باتخاذ خطوات عاجلة لحشد موارد إضافية لتغطية الطلب الكبير على أعمال الإغاثة , وخلال الشهر الماضي ، أرسلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قافلة إنسانية لمساعدة حوالي 12000 نازح في مدينة زوارة غرب ليبيا , أما برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم المساعدة بالفعل لحوالي 50000 نازح ، فسيساهم مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين للوصول إلى 6000 شخص آخرين  وقد اتخذت المنظمة الدولية للهجرة خطوات منفصلة لإعادة آلاف المهاجرين العالقين إلى بلادهم.
15.  قامت فرق الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين بتقييم أولي حول التلوث بمخلفات الحرب من المتفجرات في طرابلس نتيجة للقتال الأخير , ومن الواضح أن مستوى هذا التلوث مرتفع ويشكل تهديداً على حياة المدنيين ,  ويتم النظر في نشر فرق للتوعية بالمخاطر والتخلص من المعدات المتفجرة كأولوية عاجلة.
السيد الرئيس،
16.  بعد 3 سنوات من سقوط النظام السابق يجد الليبيون أنفسهم بعيدين عن تحقيق آمالهم وطموحاتهم لمستقبل أفضل ودولة تحمي أمنهم وسلامتهم وعلى ذلك فإن الكثير من الليبيين يشعرون بخيبة الأمل تجاه التحول الديمقراطي في بلادهم.
17.  لا تزال الأمم المتحدة ملتزمة تجاه مهمتها في ليبيا وستستمر في التشديد على كافة الليبيين بالحاجة الملحة للتقدم في التغلب على خلافاتهم من خلال الحوار ,  أعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يجنب البلاد المزيد من الفوضى والعنف ويمنعها من التحول إلى أداة جذب للمتطرفين والإرهابيين.
18.  ليس لدي أوهام متعلقة بالصعوبات والتحديات القادمة فالانقسامات السياسية عميقة والإحساس بانعدام الثقة قد يكون طاغياً ، وفي ظل انتشار الأسلحة خارج السيطرة الفعلية لسلطات الدولة  فإن الوضع الأمني لا يزال هشاً ,إلا أنني لا أزال داعماً متحمساً لرغبة الليبيين في حماية وحدة بلادهم الوطنية ونسيجها الاجتماعي.
19.  يجب ألا نضيع الفرصة الصغيرة الموجودة أمامنا للوصول لحل سلمي للأزمة الحالية , سينبغي على قادة ليبيا التحرك بسرعة والسعي للوصول لحل سياسي من خلال حوار بناء وشامل. ونتيجة لإلحاح هذه القضية فأنا أنوي المتابعة عن قريب بمزيد من الزيارات إلى ليبيا , وستظل مشاركتنا ومشاركة المجتمع الدولي من خلال الجمعية العامة المقبلة فضلا عن المؤتمر الإقليمي الدولي في مدريد في وقت لاحق هذا الاسبوع راسخة على مبادئ عدم التحيز مع كافة الأطراف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية واحترام سيادتها الوطنية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق