الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

في الطريق الى ككله


هدوء نسبي في مدينة ككله وسيطرة قوات جيش القبائل على وسط المدينة والمحور الجنوبي لها وتمركزهم بمركز الشرطة وفي كلية التربية بجنوب المدينة وقد وصلنا ظهيرة الامس الثلاثاء 18 نوفمبر الى مدينة ككله بعد ان سلكنا طريق بالغرب ثم اتجهنا الى طريق وعر ليس سهلا ومن ثم صعدنا الجبل للمدينة عن طريق قديم ليس به حواجز وطريق ضيق تقابلك احيانا سيارة الاسعاف او سيارة مسلحة لتصطف يمينا وتترك لها الطريق , والغريب ان هذا الطريق تسلكه سيارة الاسعاف وهي محملة بالجرحى عبر طريق غير معبد منه واخر معبد قديم وبه الكثير من الحفر , وإثناء صعودنا الى الجبل حيث المدينة من الناحية الشمالية سقطت العديد من صواريخ الهاون على مسافة ليست بعيدة عنا الا انها في الوادي ونحن نصعد الجبل .
وفي المدينة سمعنا العديد من أصوات القذائف والتي كانت من الناحية الجنوبية حيث جيش القبائل مع بعض القذائف الاخرى التي ترد من الناحية الشمالية وقد وجدنا مجموعة من الشباب بجوار جامع ( اولاد بوزيري  المحترق والذي كان مستشفى ميداني وتم تغييره نتيجة اصابته بعدد من القذائف , شباب من مختلف الاعمار ومن مختلف الاعمار يتأهبون للهجوم البري على محور مركز المدينة الذي تسيطر عليه قوات جيش القبائل ووجدنا معهم رجل في الستين من العمر يلبس بزة عسكرية هو من اصول مدينة ككله ( ابو القاسم علي بياله ) قال لي نحن ننتظر الهجوم البري من جميع المحاور , وننتظر ساعة النصر والقادة الميدانيين مستعدين لجميع الاحتمالات .
وأضاف بياله بأنه اليو م الثلاثاء لا يوجد اي قتلى ولا جرحى , وقد تم اطلاق العديد من القوادف من الهاوزر والهاون  والجراد وقوادف دبابات 72 , وباستخدام اسلحة متطورة وحديثة مثل سيارات التايغر والصواريخ الحرارية من دول عربية وشقيقة .
وأعتقد أن اليوم سيكون حاسما وأنهم ينتظرون الامر من غرفة العمليات الا أننا انتظرنا الى الغروب ولم يتم الهجوم البري , وعن السيطرة على مدينة ككله والسبب في ذلك دون المدن الاخرى بجبل نفوسة قال بياله ( السيطرة على ككله هو السيطرة على جبل نفوسة , وهي خطة استراتيجية يقصد بها السيطرة على طرابلس ونقل المواجهات الى مدينة ككله بدلا من مدينة الزنتان وخلال تواجدنا بالمكان رأينا كيف تدك الدبابة 72 بعض المساكن التي بطرف الاخر من جامع اولا بوزيري والذي يقع بمنطقة بوزيري والتي تعبر من اكبر المناطق بالمدينة فقد تم تدمير الطابق الثاني بأحد المنازل بالاضافة الى منزل اخر بجواره وتأثير منزل ثالث على مسافة قريبة منه  .  وخلال تواجدنا في المكان تعالت الهتافات بالتكبير للمضي نحو الهجوم البري بعد اتصال من قائد ميداني اسمه لطفي والذي ردت عليه غرفة العمليات بأن الامر مازال الا انه اصر على ذلك وبتعالي الاصوات للشباب حوله بالتكبير الا ان الغرفة لم تعطي الاشارة وجدنا بجوارنا شاب في بداية العشرينات سألته هل تركت الدراسة واتيت , قال لي انا من مدينة ككله ومدينتي مغتصبة تركت كل شي حتى اسرته من اجل ارضي , وكان بجواره شاب قال لي انا من اصل ككلي واتواجد في النمسا منذ سنوات وعدد افراد اسرته 5 وهم متواجدين بالنمسا تركت النمسا واتيت للدفاع عن مدينتي والذي هو دفاع عن ارضي وشرفي ولا يوجد قانون يمنع الجهاد في بلدي لان ارضي تم احتلالها .
تركنا المشهد الحماسي للشباب والذي يتجه نحو الحماس للدخول في الهجوم البري الا لعلمي بأن هذا الهجوم لن يتم لان وقت الغروب حان ويستحيل ان يتم في الظلام من قبل ثوار وليس جيش مؤهل .

اتجهت الى المستشفى الميداني ووجدنا حالة واحدة به لم ترد التواصل مع وسائل الاعلام وطلب بعدم التصوير وأصر على ذلك , كانت حالة مستعجلة تم تحويلها الى مستشفى بمدينة طرابلس وتيقنت بأنه سيسلك الطريق الوعر وسيصاب بروض اخرى نتيجة النقل , سالت احد الاطباء عن عدد الاصابات اليوم الثلاثاء قال 5 جرحى اصابتهم بين الخطيرة والمتوسطة نتيجة القصف العشوائي بالاسلحة الثقيلة .في الطريق لككله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق