الاثنين، 10 مارس 2014

هل تستفيد ليبيا من مؤتمر روما ؟!


ليبيا بموقعها الاستراتيجي تؤثر في نفسها وفي دول الجوار ومحيطها الاقليمي والدولي وإذا اختل الأمر فيها يجلب سلبيات على الآخرين , فقد قال وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر اصدقاء ليبيا بروما فابيوس في توصيف للوضع فيها ( الوضع في ليبيا مزعج ) , و أشار الى أن جنوب البلاد أدى الى تفاقم وضع سياسي غير مستقر يتطلب من القوى السياسية أن تجتمع من أجل التوصل الى حل , وأشير الى أن فرنسا قررت مع ايطاليا والمانيا للتحرك من أجل حماية مستودعات الاسلحة والتي تنتشر في ليبيا وتحت سيطرة المسلحين .
والكل في مؤتمر روما يطلب من ليبيا تحقيق المصالحة الوطنية بجدية وكذلك العدالة الانتقالية ودعم المؤسسات الأمنية بالبلاد , وعلى أن تتغلب القوى السياسية على نفسها لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني على أرض الواقع , ودعم المسار السلمي في انتقال السلطة عبر الاليات الشرعية بعيدا عن العنف في العملية السياسية وتبني نهج وطني شامل بجمع السلاح وتأمينه والسيطرة على السلاح ومخازن الذخيرة وتأمين الحدود والحد من انتشار القتل والاغتيالات والخطف والعنف والاعتقال التعسفي واحتواء التهديدات الارهابية وتعزيز قوة الدولة .
فقد قال وزير الخارجية البريطاني ، وليام هيغ  (يحتاج قادة ليبيا لتحقيق تطلعات الثورة والتوصل إلى أتفاق حول الخطوات القادمة للفترة الانتقالية. لدي الثقة في إرادة وشجاعة الشعب الليبي ، خاصةً في رفضهم لاستخدام العنف كأداة سياسية. إن الأقلية التي تهدد عملية الانتقال من خلال استخدامها للقوة فيجب عدم السماح لها بإضعاف أمن وازدهار ليبيا .
بينما أشار رئيس تحرير صحيفة ليبيا التي تتبع وزارة الثقافة عماد العلام والذي تابع المؤتمر في روما (على الرغم مما حمله البيان الختامي للمؤتمر الوزاري الدولي الثاني لدعم ليبيا من عديد النقاط المهمة والحساسة التي تلامس واقع المشهد الراهن في ليبيا وفي مقدمتها تأكيد الالتزام بالحوار لضمان تسليم السلطة لهيئة منتخبة جديدة بما يضمن تحقيق الاستقرار والديمقراطية بعيدا عن العنف في العملية السياسية , الا ان ملامح الانقسام والتباعد بين السلطتين التشريعية والتنفيذية كان واضحا في المؤتمر ) وأوضح العلام ذلك بالقول بأن الاختلاف ( بدءً من تواجد وفدين يمثلان السلطتين مرورا باختلاف الخطاب وصولا إلى انتهاء المؤتمر في غياب الثقة بين كل الأطراف كالعادة ) , وبين رأيه بالقول (لا اعتقد أن مؤتمر روما سيأتي بجديد في القريب العاجل اذا لم تتوفر رغبة حقيقية لدى جميع أطراف العملية السياسية في ليبيا وبدعم دولي حقيقي يراعي سيادة ليبيا ويضمن انتقالها من مرحلة الفوضى الأمنية والسياسية الراهنة .
وأضاف  رئيس تحرير صحيفة الغد المستقلة بطرابلس أحمد عبد الله (بكثير من الامال وكثير من الخيبات وحتى التوقعات التى قد ذكرها المراقبون قبل المؤتمر , كل ما حصل من جزر ومد ونقاش وتفاهم لازلنا نقول ان الحل يكون من الداخل وليس من الخارج ) , وأضاف بأن الحل يكون (من رجال دولة وليسوا ممن لبسوا بدل تحمل داخلها اجساد عقول قديمة الفكر والحركة ، الحل يا سادة فى توافق الكل ومصالحة الكل وليس فى فنادق ايطاليا ومؤتمرين لا يملكون حتى الحل لأنفسهم )  . وأشار الشاب الجامعي محمد فتحي ومن الذين شاركوا في الثورة ( أعتقد أن المؤتمر ( فرصة ليعرف الحاضرين به ما تم تحقيقه من تعهدات من قبل الحكومة الليبية اتجاه المجتمع الدولي , بالرغم من أننا لم نطلع من رئيس الحكومة ما تعاهدت به حكومته في مؤتمر باريس السابق )
وأعتقد الاعلامي رئيس قسم المحليات بصحيفة ليبيا الجديدة المستقلة مفتاح بلعيد بأن ( مشاركة ليبيا بوفدين كبيرين والمتمثلين في الحكومة من جهة والمؤتمر الوطني العام من جهة أخرى بعث برسالة للمجتمعين في روما على حجم الشرخ التي تعاني ليبيا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية هذا من ناحية ,  وأضاف ( ومن ناحية أخرى تعتبر هذه المؤتمرات الداعمة لليبيا هي جزء من مشوار الدعم العالمي لليبيا والبيان الصادر من المؤتمر يعتبر رسالة واضحة للجميع وبدون استثناء ) , وأضاف خريج كلية الاقتصاد محمد الصويعي بأن على الغرب وأمريكا تدريب الكوادر الليبية على حفظ الأمن سواء بالتجهيز أو بالتأهيل وتطوير الاداء مع ضرورة الاعتماد على ثقافة حقوق الانسان , وأساليب التعامل مع المواطنين سواء مجرم أو قاتل أو غيره كي يأمنوا الشارع ويتعاون معهم ) .
وأوضحت سارة الصديق موظفة بالقطاع الحكومي أن على الحكومة أن تستفيد من هذا المؤتمر بتقسيم الشباب الذين يرغبون بالالتحاق بالعمل ألامني والجيش الى مجموعات ويتم تدريبهم في الدول التي تحضر المؤتمر كمساندة منها لليبيا فنحن مللنا الانفلات الامني , فايطاليا اخذت مجموعات وكذلك تركيا والاردن وامريكا والجزائر ونامل من لندن ان تسرع وفرنسا وغيرها في هذا المجال .
وقالت السيدة سميرة علي ربة  بيت الدعم لليبيا في تحقيق الامن وبالذات أمن الحدود ومساعدة الغرب لنا بصد هجمات الافارقة الهاربين من بلدانهم والذين يريدون أن يدخلوا البلاد بطريقة غير شرعية والذهاب الى اوروبا بنفس الطريقة هو مشكلة لنا وللغرب .

وأضاف اسماعيل الحكيمي موظف بشركة سفريات خاصة ( اذا لم يقدم الغرب لنا دعما حول كيفية التعامل مع الاصوليين وتأهيلهم وفتح مواطن شغل لهم لن تستقر البلاد بل ستتواجد بؤر عديدة فالميزانية لليبيا ضخمة ولا توجد مؤشرات على صرفها داخل البلاد مما يخلق افعال معادية وانتقام وخلل أمني )  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق